السلام عليكم...
أقدم لكم سيئاً معظم الناس لايقدر الإستغناء عنه ....
أقول لكم سأتركها تعرف عن نفسها بنفسها....
انا سيجارة
أنا لفافة من التبغ صغيرة الحجم, أنيقة المظهر، عُرِفتُ من قديم الزمان ، ولي اصدقاء كثيرون في كل مكان ، ألبس رداءً جميلاً من الورق الأبيض ، واسكن داخل علبة انيقة مزينة برسومات جميلة ، تجدني في كل مكان ، فانا احتل مركزاً ممتازاً في جيوب اصدقائي ، واستقر على مكاتبهم نهاراً وتحت وسائدهم ليلاً ، واشغل مكاناً كبيراً في واجهات المحلات ورفوف الدكاكين وأملأ يافطات الاعلانات الضخمة ذات الالوان المضيئة . وتجد صورتي في الجرائد اليومية والمجلات ، ورائحتي تملأ جو الصالونات والقطارات وعربات الترام .
ان اصدقائي يخلصون لي اشد الاخلاص فيقدمونني الى اصدقائهم ومعارفهم . ويبالغون في اكرامي فيصنعون لي علباً من ذهب ويشعلونني بولاعات من فضة ، وقد توطدت صداقتي بالكثيرين منذ زمن بعيد فان 90% من اصدقائي تعرفوا بي وهم بعد احداث في سن المراهقة ، اذ وجدوا فيّ شبعاً لغرورهم وعلاجاً لمركب النقص فيهم ، اذ اظهرهم بمظهر الرجولة واوحي لهم بالاعتزاز بالذات فيتباهون بي أمام الآخرين ولا سيما من الجنس الآخر ، ان اصدقائي من كل جنس ومن كل طائفة ، فيهم الغني والفقير ، العالم والجاهل ، الشيخ والشاب ، الرجل والمرأة . توطدت صداقتي معهم على مر السنين والأيام فأصبحت جزءاً لا يتجزأ منهم . ومهما طرأ عليهم من ظروف فانهم لا يتركونني ، لقد مرض بعضهم ونصحه الطبيب بالابتعاد عني ولكنهم فضلوا البقاء في المرض على ان يبغضوني ، وبعضهم افلس واحتاج للقوت الضروري ليسد به رمقه ورمق اولاده ، ولكنه ازداد تشبثاً وتعلقاً بي .
هذه هي الشخصية
نقتل انفسنا من اجلها
ولكن الحمدلله فأنا لا اشربها
ودمتم في حفظ الله ورعايته